Sunday, October 09, 2005

The American Dream

يتكون الأمريكان دريم من

Nice house, nice car

أنا أتفق مع زملائي من سكان العم سام في حلمهم هذا، إذ أني أرى أن الحياة لا تستحق أن نحلم لأجلها بما هو أكبر من ذلك، و لو أعملنا فكرنا و أمعنا نظرنا لرأينا أن لذة الحياة الدنيا تكمن في هذا الحلم البسيط، بالنسبة لي يكفيني من بيت المستقبل ركن صغير أقضي به لحظات الراحة و الاسترخاء، شريطة أن يكون هذا الركن مجهز بأحدث التجهيزات التقنية.... تعتريه اللمسات الكلاسيكية و تخيم عليه الأجواء الفندقية

على سبيل المثال شاشة بلازما 42 بوصة، نظام سمعي 6 قنوات مصنع من قبل شركة متخصصة عالية الجودة، فأنا ممن لديهم أذن موسيقية مغرمة في هذه النوعية من الأجهزة و تفصيل الأصوات الصادرة عنها إلى أبعد وأدق الحدود، فهذه التقنية العالية هي التي تمنحني تلك المتعة الامتناهية عندما أستغرق في مشاهدة عمل سينيمائي هولوودي يستحق أن أرصد لأجله ساعة و نصف أو ساعتين من وقتي، و بما أن مبلغ الصوت أبعد من مبلغ البصر في بعض الأمور فلعل هذا هو السبب الذي يدفعني إلى تغليب الجانب السمعي على الجانب البصري، وفي هذا المقام يحضرني قول الشاعر و الأذن تعشق قبل العين أحيانا، و لذلك لا أجد سببا مقنعا لئلائك الذين يتهافتون على شراء الأفلام المنسوخة، فبمشاهدة نوعية رديئة من الأفلام كهذه تسقط نصف الإثارة و تضيع شطر المتعة، ولكن أعود و أقول أن الأمر جُله يعود للتقدير و التقييم، و الناس فيما يعشقون مذاهب....هذا التغليب لا يحملني على تجاهل الجانب المرئي من هذه الصورة المتناغمة ، فعبر تلك اللوحة المعلقة تأتي العين لتشارك الأذن هذه اللحظات المختلسة من زمان الواقع لتقحمها في أحداث تلك القصة الرائعة التي سبقتها عقلية مخرج مبدعة... و من الأفلام التي تحتل الصدارة في قائمتي مؤخرا هو فيلم
Lost in translation

وبما أن الاستلقاء يحظى بنصيب الأسد من اهتماماتي و هواياتي، فوجب أن تكون هنالك أريكة من الجلد الفاخر على أتم الاستعداد لأن تحتضني و أنا أطلق أحاسيسي السمعية و البصرية في حدود هذا الركن الممجوج بهذه الخامة الراقية من التجانس

وفي حين كانت تلك الأجهزة ساكنة عن الحركة .. صامتة عن الكلمة، فليس أحلى من الجلوس على تلك الأريكة والاستماع إلى سيمفونية الهدوء و هي تُدوي في أرجاء المكان... عازفة أعذب الألحان، تحت ظلال إضاءة خافتة تحول المكان إلى قيثارة بلا أوتار

في هذا الركن تلعب الانتقائية دورا مهما، فكل قطعة تدخل المكان الكترونية كانت أم فنية، لا بد و أن تكون قد اختيرت بذوق رفيع و حس بديع، حتى تُضفي على المكان روح التكامل وتشعره بمعنى التقابل، ذلك التقابل المعروف باسم
Art Tech

تحظى إحدى زوايا المكان بمكتب بسيط على سطحه دواة من الحبر الأزرق و إلى جانبها قلم سائل من ماركة مونت بلانك تعلو هامته ريشة من الذهب الخالص عيار واحد و عشرين قيراط، ألجأ إليه عندما تخاصم الكلمات اللسان و تود أن تأخذ من القلم منبرا تسطر به المعاني وتجسد عبره المباني، والقلم السائل يرمز بنظري إلى العراقة والأصالة المرتبطة بعهود الكتابة الأولى، ولهذه الماركات أو الأسماء التجارية التقليدية وقعا خاصا في نفسي نظرا للعناية الفائقة التي تُعطى للتفاصيل النهائية و التي بدورها تُقدم المنتج و كأنة تحفة فنية تسحر الأنظار و تبهر الأبصار، فكما يقال
It’s the details what make up the big picture

أحمد الله سبحانه إذ أنه و سع دائرة الحلال و ضيق دائرة الحرام وأباح لنا التمتع بالطيبات، و جعل الحل أصلا في كل أمور الدنيا بعدما استثنى من ذلك الفاحش الخبيث، الذي تنفر منه النفوس السليمة و تعدل عنه الفطرة المستقيمة، و الأشياء التي ذكرتها ما هي إلا من طيب المسكن و المركب و الملبس، مما تستلطفه الأرواح و تطمئن له الحواس، تشرحها فلسفة أبناء العم السام البسيطة التي تقضي بأن
nice things make life nicer

إن كانت هنالك همة فهي همة من عمل لما بعد الموت، و إن كان هنالك تطلع فهو تطلع من يرنو إلى الفوز بالجنان و النجاة من النيران، و إن كان هنالك تنافس فهو تنافس من قال الله فيهم: وفي ذلك فليتنافس المتنافسون، أما الحياة الدنيا فتكفي منها تلك اللذة و تفوقها هاتيك النشوة، وطوبى لمن عرف كيف يجمع خيري الدنيا و الآخرة، ذلك الخير الذي يقيه خوف عاقبته و يهون عليه فوات عاجلته ..... فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ







4 Comments:

At 11:48 PM, Blogger Ra-1 said...

لو أضفت لنا صورة لعشنا بالموضوع أكثر :)

آخر فقرة ينطبق عليها قول على بن أبي طالب رضي الله عنه
اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا
واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا

 
At 3:23 AM, Blogger الجاحظ said...

Ra-1

كلماتي تعتقد في نفسها أنها من
الغواني، ترى أنها ليست بحاجة إلى من يصورها، فهي كفيلة بأن تقدم نفسها بأعمق و أبعد صورة

ربما بالمواضيع الأخرى أدعمها ببعض الصور
:)

شكرا على الزيارة

 
At 4:08 AM, Blogger نون النساء said...

The Kuwaiti Dream Too..!!


مو غلط ...

ان نستمتع بالطيبات اللي حللها لنا الله


الغلط في الناس اللي يتركون كل هذا


ويحصرون نفسهم بالمحرمات

:)


بس شكله عالم ثاني
انا مع روان لو حاط صورة

مخيلاتنا صارت غلجه

 
At 4:00 PM, Blogger الجاحظ said...

نون النساء

هو ما قلت حتى إن الله ليقول في كتابه العزيز: قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده و الطيبات من الرزق

شاكر لك هذا المرور الطيب

 

Post a Comment

<< Home