Monday, August 22, 2005

وقفة مع نزار قباني

نزار قباني شاعر المرأة والجنس رحمه الله، فلا تجوز على الميت إلا الرحمة
نزار شاعر أفنى سنين عمره في الحديث عن جسد المرأة، وكأن ليس في المرأة إلا جسدها و ليس في الدنيا هم إلا هم المرأة، و من المعروف أن أول ما يحدد ملامح الشخصية عند الرجل هو همه، يقول طرفة بن العبد مخاطبا ابنة عمه: ولا تجعليني كامرئ ليس همه كهمي ... ولا يغني غنائي ومشهدي، ومع الأسف الشديد أن الشاعر كان وما يزال محسوبا على الشعراء والأدباء العرب، ولن أطيل بالكلام عنه، فلقد انتقل أمره إلى بارئه إن عفى عنه فبرحمته و إن عاقبه فبذنبه، ولكن لي وقفة مع بعض أبياته حيث يقول في قصيدته المرأة و جسدها الموسوعي

لا بد في الجنس من الخروج على النص
و إلا تحولت أجساد النساء
إلى جرائد شعبية
عناوينها متشابهة
صفحاتها مكررة


أنا لا أختلف مع الشاعر من حيث المبدأ، فالتجديد في الجنس والتفنن به أمر مطلوب، والجنس في نظري لا يقبل أن يُقيد بآداب وعادات وتقاليد، فهو لغة خاصة بالأجساد وحدها يتخاطبوا بها كيفما شاؤوا وبأي طريقة راقت لهم و رَقَّت إليهم دون الرجوع إلى منهج و لا مذهب، ولكن أسلوبه في الطرح صور العرب أو المسلمين و كأنهم لا يعرفون من الجنس إلا قضاء الوطر، وكأنه كان معهم في غرف نومهم فاطلع على على سذاجتهم الرومانسية و عرف جهلهم بالثقافة الجنسية، أو أن نساء هؤلاء الرجال كن يأتين إليه
شاكيات قلة الإشباع و شحاحة الإرتواء، يقول في مطلع هذه القصيدة

ليسَ صحيحاً أن جسَدَكِ
لا علاقة له بالشعر
أو بالنثر, أو بالمسرح, أو بالفنون التشكيلية
فالذين يطلقون هذه الإشاعة, هم ذكور القبيلة
الذين احتكروا كتابة التاريخ
و كتابة أسمائهم في لوائح المبشرين بدخول الجنة
و حددوا مساحة غرف نومهم
و مقاييس فراشهم
و توقيت شهواتهم

لا أعرف من يقصد بذكور القبيلة أو بمن كُتبت أسماؤهم في لوائح المبشرين بالجنة، و لكن لي وقفة مع قول الله سبحانه و تعالى: ((نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ)) و حتى يعرف نزار و أتباع نزار مكانة العرب الجنسية إن صح التعبير، أضع بين يديكم تفسير هذه الآية الكريمة، يقول إبن عباس رضي الله عنهما: كان من أمر أهل الكتاب ألا يأتون النساء إلا على حرف وذلك أستر ما تكون المرأة، فأخذ أهل المدينة بفعلهم، وكان الحي من قريش في مكة يشرحون النساء شرحا ويتلذذون بهن مقبلات و مدبرات و مستلقيات، فلما قدم المهاجرون المدينة تزوج رجل منهم امرأة من الأنصار فذهب يصنع بها ذلك فأنكرت عليه، وقالت إنما كنا نُؤتى على حرف فاصنع ذلك وإلا فاجتنبني، فبلغ أمرها الرسول صلى الله عليه و سلم، فأنزل الله " نِسَاؤُكُمْ حَرْث لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ " أي مقبلات و مدبرات و مستلقيات في أي وضع كان ما لم يكن في الدبر، فهذا مما يؤكد أن العرب في الجاهلية كانوا يمارسون الجنس بجميع أوضاعه وجاء الإسلام فأقرهم على ذلك، ولم يكن هناك تقيد بالنص كما ادعى نزار

ومما يُروى في الحديث: ‏جاءت ‏ ‏امرأة ‏ ‏رفاعة القرظي ‏ ‏إلى رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فقالت إني كنت عند ‏ ‏رفاعة ‏ ‏فطلقني ‏ ‏فبت طلاقي ‏ ‏فتزوجت ‏ ‏عبد الرحمن بن الزبير ‏ ‏وما معه إلا مثل ‏ ‏هدبة الثوب ‏ ‏فقال ‏ ‏أتريدين أن ترجعي إلى ‏ ‏رفاعة ‏ ‏لا حتى تذوقي ‏ ‏عسيلته ‏ ‏ويذوق ‏ ‏عسيلتك
و معنى هدبة الثوب طرف الثوب الغير المنسوج و هو كناية عن صغر ذكره وأنه لا يغني عنها، ففهم الرسول عليه الصلاة والسلام قصدها في أنها تريد الرجوع إلى زوجها السابق، ورد عليها بعبارة حملت بين ثناياها كل معاني الرومانسية التي ما وُفق إليها نزار في كل تلك الأشعار التي لا تغني و لاتسمن من جوع حيث قال لها: حتى تذوقي ‏ ‏عسيلته ‏ ‏ويذوق ‏ ‏عسيلتك، والمقصود بالعسيلة هنا لذة الجماع

وأذكر لكم أيضا هذه القصة التي تدل على المزاجية العالية التي كان يتمتع بها العرب في ذلك الوقت و فهم نسائهم لتلك المزاجية و التفاعل معها، كانت عائشة بنت طلحة من المتزوّجات فتزوّجها عُمر بن عبيد الله بن مَعمر التَّيميّ فبينما هي عنده تتحدَّث مع امرأةٍ من زوَّارها إذْ دخل عُمر فدعا بها فواقعها فسمعت المرأة من النَّخير والشَّهيق أمراً عجيباً فلمَّا خرجت قالت لها‏:‏ أنت في شرفك وقدْرك تفعلين مثل هذا‏!‏ قالت‏:‏ إنّ الددوابَّ لا تُجيد الشُّرب إلاَّ على الصَّفير

والقصص في هذا المعنى كثيرة، الشاهد أنني لا أعرف شيئا اسمه ثقافة جنسية فهذا شيئ يهتدي إليه الإنسان بالفطرة المطلقة والسليقة المحضة، و لكني أعرف شيئا اسمه قلة أدب، فأرجوا أن نسمي الأشياء بأسمائها وكفانا تلاعبا بالألفاظ
ولدي سؤال لحوح أبحث له عن إجابة ، بماذا يواقع الرجل أهله؟ أو ليس بعافيته؟ أو ليست العافية بيد الله؟ فإذا سلبني الله هذه العافية ماذا تُغني عني الثقافة الجنسية و أشعار نزار؟! أنا أقول أن سر اللذة الجنسية بيد الله سبحانه، فهو من رَكَّب بنا هذه الشهوة و هو أعلم بها و أخبر، و لو كانت الشهوة تحصل بالإباحية و الفجور و الفسق لما حَرّم ربي الفواحش ما ظهر منها و ما بطن، حرمها لأنه غيور و ليس أحد أغير منه سبحانه، سر المتعة والقوة الجنسية يكمن في الاستغفار، يقول تعالى: ((وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ))، كان دعاء أحد السلف اللهم قوي ذكري على نكاح ما أحللت لي، و كما صح في الحديث أن الرجل يجامع أهله فيؤجر على هذا الجماع، تأمل يا عبد الله كرم الإله فأنت تأتي شهوتك والملائكة تكتب لك الحسنات، فأخبرني بالله عليك إن كان هناك أكرم من الله؟ فلماذا إذن نترك الكتاب والسنة وننساق وراء هؤلاء الذين لايملكون لنا نفعا ولاضرا؟ ‏أختي المسلمة كوني على ثقة و يقين أن أول من فهم أنوثتك ورعاها هو الإسلام، و في حديث الرسول صلى الله عليه و سلم أكبر دليل على ذلك، إذ قال موصيا بك الرجال: "رفقا بالقوارير" أي شبهك في رقتك ونعومتك بالقارورة المعرضة للكسر في أي لحظة إذا ما سيئت معاملتها، تماما كما نقول بالكويتي: ((يا دهينة لا تنكتين))، وبدلا من قراءة أشعار نزار ومن هم على شاكلة نزار فأنا أدعو كل امرأة متزوجة إلى أن تحفظ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم و تُلزم زوجها بحفظه، يقول عليه الصلاة والسلام: لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال بسم الله، اللهم جنبنا الشيطان و جنب الشيطان ما رزقتنا، فإنه إن يقدر بينهما ولد لم يضره الشيطان أبدا




7 Comments:

At 9:56 AM, Blogger MASS said...

Jazaka Allahu khairan

i really learned a lot,,
yet i hope our sisters find satisfaction in such things instead of reading excessivly in other alternatives,,

 
At 10:36 AM, Blogger الجاحظ said...

q8ibloger

وإياك إنشاء الله فهذا ما أرجوه أنا أيضا

 
At 4:13 AM, Blogger غسان said...

الجاحظ:)
كلامك جميل من أول موضوع. ماعندي تعليق على ايٍ من مواضيعك غير الثناء.

 
At 11:05 AM, Blogger الجاحظ said...

elixir

وإياك إن شاء الله، و لكني لم أفهم ما قلته بشأن الثقافة الجنسية فأرجو منك الإيضاح

ولك مني كل الشكر على مرورك

غسان
أشكر لك هذا الإطراء الجميل كما أني حريص على أن تحظى مدونتي منك بدوام الزيارة

 
At 2:38 PM, Blogger الجاحظ said...

elixir

أنا أتفق معك أخي الكريم بأن الثقافة الجنسية لا تنحصر بمجرد أوضاع وأوصاف لجسد المرأة، بل هي أعمق من ذلك بكثير، حتتى أنني أرى أن بعض المعرفة الجنسية مطلوبة إذا كانت تهدف إلى تأصيل حقوق المعاشرة بين الزوجين

لك مني كل الشكر على متابعتك

 
At 7:06 AM, Blogger Unknown said...

لا حول ولا قوة الا بالله. أقسم بالله انك قرفتني بهالمقال يا رجل
أكره عندما تتحدثون عن الجنس وتروحون تدورون في كتب التراث لتثبتوا موقفكم ووجهة نظركم ولكنكم ودون قصد تكرهونا في كل شئ
يا أخي أجل الصحابي ينادي مرته ويواقعها وعندها ضيفة تستناها بره الدار. وجع ايش هالكلام؟ وين الرومانسية والرقة وتحري الأوقات التي تكون فيها المرأة في ألطف حالاتها؟ أم أنها مجرد مطلوب تجون تطلبونها حتى ولو عندها ضيوف وتواقعونها وصديقاتها يسمعون؟
وبعدين ايش هالحكي عن نستمتع بهن مقبلات ومدبرات ونشرحهم تشريحا..يا الله قدايش أكره هاللغة والألفاظ هذي. وهو انتم تستمتعون وماذا عنهم؟ متى يجي دورها تستمتع فيك مقبلا ومدبرا وشرحك كما تشاء؟ ولا نسيت أنكم لباس لهن مثل ما هن لباس لكم
يعني حتى فهمكم للثقافة الجنسية يعتمد على مدى "استمتاعكم" فتجي ترد على نزار قباني وتقول بل نستمتع بهن وهذا هو الدليل.. أن ابن عباس قال كذا وأن ذاك الصحابي واقع زوجته وصديقتها في زيارتها. لهذا أدعو الله جاهدة ألا يوقعني في ثوب أحد بني الخلجان.. على الأقل باقي العرب أهون منكم شوي

 
At 3:20 AM, Blogger ahmed hegazy said...

تعرف انا عمرى ماقريت مدونات ولا دخلت فى المجال ده ووقعت بالصدفه وانا ببحث على جوجل عن موضوع السفيه وعجبنى موضوعك جدا وكذالك الموضوع ده
كلامك منطقى ومقنع كله
استمر فى الكتابه

 

Post a Comment

<< Home