الأمانة
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم المرسلين محمد بن عبد الله و على آله و صحبه أجمعين
خلق الله الإنسان بيده الكريمة ونفخ فيه من روحه الطاهرة وكرمه بأن أسجد له ملائكته وشرفه حيث أنه في أرضه استخلفه وحمله أمانته، يقول تعالى في محكم كتابه ((إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا)) فكان واجبا على العبد أن يعبد ربه حق العبادة ويطيعه تمام الطاعة، ولما كان المولى عز وجل عادلا بعباده رؤوفا بهم فإنه ما كان ليعذبهم قبل أن يبعث فيهم رسلا من أنفسهم يعرفونهم بخالقهم ويدلونهم على أسباب نجاتهم ومفازتهم. ولله وحده الحجة البالغة و الدلالة الدامغة، ولذلك أيد رسله بالمعجزات واختصهم بها دون سائر البشر، فسخر لسليمان الريح و جعل لموسى العصى و أحيى لعيسى الموتى. ولكن لو بحثنا حولنا اليوم لما وجدنا عصى موسى ولا سفينة نوح فكل تلك المعجزات زالت بزوال أصحابها ولم تبقى إلا معجزة واحدة، ألا وهي القرآن الكريم، وبهذا نرى أن الله تعالى مجده وتعاظم سلطانه عندما شاء أن يختم الرسالة ويتم الأمانة فإنه اختار الكلام ليكون معجزته الخالدة ورسالته الشاهدة إلى قيام الساعة. و هذا هو نبينا الكريم صلوات الله وسلامه عليه يقول لأصحابه: "تركت لكم ما لو تمسكتم به لا تضلوا بعدي أبدا، كتاب الله وسنة نبيه" ولكن صدق الحق إذ قال: ((فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا)) وما ضيعت الشعائر وفرطت الفرائض وانتهكت المحارم إلا بعدما اشتغلت هذه الأمة عن القرآن، وأول هذا الضياع كان بضياع اللغة، يقول تعالى ((إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)) فعندما فقدنا اللغة فقدنا حلاوة اللفظ و إعجاز المعنى، وليس للاستقامة على طريق الحق من سبيل إلا بالعودة إلى القرآن الكريم يقول سبحانه ((إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم))، والعودة إلى الكتاب تستلزم العودة إلى اللغة، وليس لطالب اللغة مدخل كمدخل الشعر والأدب، فترجمان القرآن إبن عباس رضي الله عنهما كان يقول: "إذا سألتموني عن غريب القرآن فالتمسوه في الشعر فإنه ديوان العرب" مع مراعاة أن لا يكون الشعر هو الغاية ولكن كما قال المتنبي: من قصد البحر استقل السواقيا
أحببت أن أفتتح مدونتي بهذه الكلمة البسيطة حتى يتسنى لي فيما بعد أن أدرج مختارات شعرية ومقتطفات نثرية لطالما أثرت فكري وزادت شوقي إلى أن أنهل من روائع وبدائع هذه اللغة الساحرة، وصدق رسولنا الكريم إذ قال: إن من البيان لسحرا
خلق الله الإنسان بيده الكريمة ونفخ فيه من روحه الطاهرة وكرمه بأن أسجد له ملائكته وشرفه حيث أنه في أرضه استخلفه وحمله أمانته، يقول تعالى في محكم كتابه ((إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا)) فكان واجبا على العبد أن يعبد ربه حق العبادة ويطيعه تمام الطاعة، ولما كان المولى عز وجل عادلا بعباده رؤوفا بهم فإنه ما كان ليعذبهم قبل أن يبعث فيهم رسلا من أنفسهم يعرفونهم بخالقهم ويدلونهم على أسباب نجاتهم ومفازتهم. ولله وحده الحجة البالغة و الدلالة الدامغة، ولذلك أيد رسله بالمعجزات واختصهم بها دون سائر البشر، فسخر لسليمان الريح و جعل لموسى العصى و أحيى لعيسى الموتى. ولكن لو بحثنا حولنا اليوم لما وجدنا عصى موسى ولا سفينة نوح فكل تلك المعجزات زالت بزوال أصحابها ولم تبقى إلا معجزة واحدة، ألا وهي القرآن الكريم، وبهذا نرى أن الله تعالى مجده وتعاظم سلطانه عندما شاء أن يختم الرسالة ويتم الأمانة فإنه اختار الكلام ليكون معجزته الخالدة ورسالته الشاهدة إلى قيام الساعة. و هذا هو نبينا الكريم صلوات الله وسلامه عليه يقول لأصحابه: "تركت لكم ما لو تمسكتم به لا تضلوا بعدي أبدا، كتاب الله وسنة نبيه" ولكن صدق الحق إذ قال: ((فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا)) وما ضيعت الشعائر وفرطت الفرائض وانتهكت المحارم إلا بعدما اشتغلت هذه الأمة عن القرآن، وأول هذا الضياع كان بضياع اللغة، يقول تعالى ((إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)) فعندما فقدنا اللغة فقدنا حلاوة اللفظ و إعجاز المعنى، وليس للاستقامة على طريق الحق من سبيل إلا بالعودة إلى القرآن الكريم يقول سبحانه ((إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم))، والعودة إلى الكتاب تستلزم العودة إلى اللغة، وليس لطالب اللغة مدخل كمدخل الشعر والأدب، فترجمان القرآن إبن عباس رضي الله عنهما كان يقول: "إذا سألتموني عن غريب القرآن فالتمسوه في الشعر فإنه ديوان العرب" مع مراعاة أن لا يكون الشعر هو الغاية ولكن كما قال المتنبي: من قصد البحر استقل السواقيا
أحببت أن أفتتح مدونتي بهذه الكلمة البسيطة حتى يتسنى لي فيما بعد أن أدرج مختارات شعرية ومقتطفات نثرية لطالما أثرت فكري وزادت شوقي إلى أن أنهل من روائع وبدائع هذه اللغة الساحرة، وصدق رسولنا الكريم إذ قال: إن من البيان لسحرا
4 Comments:
مبروك علي المدونة الهم أجعلها فاتحة خير على صاحبها و علي كل من يدخل و يكتب فيهاو لا يصلط عليك ظالم
مواطن خندريسي
كلماتك أخي العزيز أثلجت صدري ، فهي إشارة إلا أن عالم المدونات لا يخلو من العقول التي ترقى إلا ما يمكن أن يطرح و يكتب
أسأل الله أن تستقطب مدونتي أمثالك
Reema
شكرا لك .. سعدت بمرورك
kuwaity_ra7al
تشريفك جعل المكان أروع
حريص جدا على تواصلك
كبرياء امرأه
بويه نبيج انشاء الله ، شاكرلج هذه الكلمات الرقيقة
Post a Comment
<< Home