Sunday, July 16, 2006

أضغاث أحلام

ذكر فؤاد الهاشم في جريدة الوطن اليوم أن رجل أعمال قطري قد بعث بمجموعة صور لأحد قصوره في لبنان إلى القيادة الإسرائيلية طالبا منها التكرم تجنيب قصره القذف العسكري الذي يملأ سماء لبنان هذه الساعات ، و من الجدير بالذكر أن مجموعة رجال أعمال عرب و لبنانيين قاموا بالفعل نفسه ، في حين أن إسرائيل تقوم على أخذ هذه الطلبات بعين الاعتبار

في الحقيقة إن صحت هذه المعلومات التي ذكرها الكاتب فإنني بادئا ذي بدء أتوجه بشكر جزيل إلى القيادة الإسرائيلية على موقفها الإيجابي و تفهمها الواضح لهذه الرغبات ، كما أتمنى أن يكون من شأن هذه الاستجابة التخفيف من حدة الغضب و السخط التي علت نبرة الشارع العربي ، حيث لن تتعرض ممتلكات أي منهم إلى الخراب و التدمير ، أما بالنسبة لؤلائك الذين تسببت هذه الحرب بقطع إجازتهم الصيفية و باعدت بينهم و بين كازينو لبنان ، فأنا أدعوهم إلى التحلي بالصبر و اغتنام الفرصة في البحث عن ملاهٍ جديدة في بقاع أخرى من العالم ، و أقترح في هذه المناسبة لاس فيجاس ، كما أتوجه بنداء إلى إخواني أصحاب التوجه العلماني على استثناء ما يجري في لبنان من المبدأ اليتيم الذي يدينون به و يعملون من خلاله ، و الذي يقضي بمخالفة أي شيئ يطلق على نفسه مسلم ، و يبقوا خلافاتهم محصورة في الأمور المحلية كستار أكادمي و التشجيع على الاختلاط و عدم السماح للنساء في البيع في محلات النساء ، و غيرها من الأمور... تبقى هناك شريحة لا تمتلك قصور في لبنان و لا غير لبنان و ليس بمقدورها السفر إلى الخارج لأن مدخولها الشهري قد لا يتعدى المئتي دينار بعد خصم مجمل الأقساط و المديونيات ، هذه الفئة من الناس التي ترتاد المقاهي و الدواوين بالساعات الطوال فقط أذكرها بحديث الرسول عليه الصلاة و السلام : من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت ، فلعل هذا الصمت يعطي الفرصة لإخوانهم الذي سئموا المضي في حياة الذل و الهوان و الصغار، أن ينتفضوا لأنفسهم مفتشين عن بقية باقية من كرامة ، لأننا و بصراحة مللنا الترويج لنظرية الهزيمة التي خالطت دماءنا فأشربتها انكسارا و أفضت إلى أمخاخنا فأشعرتها خنوعا

لا أتوقع أن الشعوب في تلك المنطقة تعول كثيرا على صواريخ كاتيوشيا التي يمتلكها حزب الله إذا ما قورنت بحجم عدة و عتاد الجيش الإسرائيلي ، بقدر ما تعول على ما تحمله هذه الصواريخ المتواضعة من تنفيس عن قهر سنين طويلة مرت... تجلت بها أبشع صور القمع و الخسف ، مع العلم أنهم و بكل تأكيد ينتظرون أن تعود الأمور سيرتها الأولى بعد فترة لن تطول .. عندما تنجح الحكومات العربية بإعادة الجنود الإسرائليين إلى أهلهم و ذويهم سالمين غانمين بإذن الله بدون قيد أو شرط ، مودعين بذلك شعورا جميلا و حلما ورديا مريحا عاشوا به بعضا من معاني العزة و القوة و الأنفة، هذه المعاني التي يعاني الجسم العربي تجاهها حساسية مفرطة تجعله غير قادر على تحملها ، فسرعان ما يلفظها و يطرحها بعيدا عنه ، كما أن هذا الحلم مكنهم من أن يجروا شيئا يسيرا من أذيال الزهو و الكبرياء التي سوف تقطعها سكاكين العرب قبل سكاكين اليهود